الاثنين، يوليو 20، 2009

مِنْ يومياتي في مركز التوحد ...


كنتُ في وقت سابق أعشق ذويِ الاحتياجات الخاصة .. أشعر بأنهم قبس مِن ضياء الجنة .. وبأنهم رحمة من الله زرعت في معانيِ الابتلاء .. لـأوجههم براءة لا تستطيع الدنى نزعها .. ولـ أرواحهم صدق لا يتلون بزيف
وحده النقاء يشبهم .. قد يشعر بكْ وقد لا يشعر .. لكنه بكل الحالات يتمتع بعالم لا يستطيع كمالك في الخلق والتكوين أن يوصلك لهُ !

عندما سمعتها تتحدث عن طفل التوحد .. ( أحد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة )
أرهفت السمع لكل قصصهم .. أخرجت سريعاً مفكرة أدون بها كل تفاصيلهم / صفاتهم / حركاتهم / طرق التعامل معهم / ما يحبون وما يكرهون .. وفكرت جدياً بأن أمارس العمل التطوعيِ في هذا المركز الخاص بهم
ما هيِ إلا دقيقة .. ونطقت من تحدثنا .. باب العمل التطوعيِ مشرع للراغبين
ابتسمت بفرح وشعرت بلذة حلم تحقق !

بعدها أسرعت لإتمام مراسم التسجيل .. وبعدَ انتهاء الاختبارات الجامعية بدأت رحلتيِ في عالمهم ( عالم التوحد ) ..

يوم السبت 11 / 7 / 1430 هـ أول أيام عمليِ التطوعيِ .





~ .....





اليوم الثانيِ في مركز التوحد :



( 2 )

في اليوم الثاني كنت قد حفظت اسماء الأطفال
وبت اتعامل معهم وكأننيِ عرفتهم منذ زمن
كما حفظ بعضهم اسميِ ..


لكن في هذا اليوم بدأت تتكشف لي الأوجه الأخرى للتوحد
الوجه الأخر الذيِ يجبرك على ترديد ( الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم بهِ )

في لحظة لم أعد استطيع الإمساك بابتسامتي


ففلت منيِ على غفلة من صبريِ

أمسك يد رنا بصعوبة لنلون .. وأشعر أنها لا تعيرني أي انتباه يذكر
أنها حتى لا تجرب أن تلتفت إلي
تبتسم للأخريين .. تراقب تصرفاتهم
أمسك بيدها .. ألون .. أحدثها
أتجاهل تجاهلها .. واستمر با إمساك يدها بصعوبة والتلوين
عندما أفلتت يدها من يدي في المرة الأخيرة نفذ صبري على إكمال العمل معها
فتركتها وتركت اللون أمامها .. ناظرة بيأس حوليِ !


دونَ أن تنظر إلي أعادت مسك القلم .. وأمسكت بيدي ووضعتها على يدها تجبرنيِ بها أن أكمل ما بدأنا بهِ
تماماً عند الجزء الناقص من الرسم أخذت يديِ لنكمل !
امتلأت استغراباً .. كنت أظنها لا توليني اهتماما ولا تنتبه لما نفعل
لكن بطريقة ما كانت تشمل بالتركيز ما نفعل وما يفعلون !
( اتضح ليِ لا حقاً أنها لا تملك إتزان بصري )


أشعرتني حركتها تلك بالأمل .. !


في الساعات الأخيرة من الدوام شعرت بالكثير من الحزن

يوسف يصرخ ويرمي بكل ما حوله بعيداً .. سعد يلون بجنون كل ما تقع عليه يداه .. محمد الهادئ أصبح يصدر اصواتاً عديدة ,,

الأطفال الآخرون يلملمون ما يرميه يوسف.. يهربون من سعد .. ويساعدون محمد

كنا جميعاً نجري في سباق محموم .. ننتظر نهاية اليوم بفارغ الصبر


في نهاية هذا اليوم .. كنت أحمل يقيناً بأن نقاء الإعاقة يحمل كثيراً من الهموم النقية معهً !

كانَ الله في عونهم .. وفي عونِ ايدٍ بيضاء ترعاهم .



.
.



~ هذهِ الحلقات مفيدة جداً لكل من يرغب بالإستزادة ومعرفة الأكثر عن طفل التوحد الفئة الغالية التيِ يجب علينا أن نفهمها ....

برنامج 99 حلقة : (الفئة الغالية - أطفال التوحد ) وهيَ مقسمه إلى 8 أجزاء على الـ youtube



http://www.youtube.com/watch?v=PrPY7VtJ9H4



http://www.youtube.com/watch?v=dYARrB0qQdk



http://www.youtube.com/watch?v=YsHihxo3V6g



http://www.youtube.com/watch?v=RBoiJXSfp2A



http://www.youtube.com/watch?v=RBoiJXSfp2A



http://www.youtube.com/watch?v=jgPx2WK7fEY



http://www.youtube.com/watch?v=sqjr2EyAPfs



http://www.youtube.com/watch?v=XoXtL0hURC4





أبعد الرحمن الشر عنكم وعن كل من تحبون ..

هناك تعليقان (2):

  1. :) .. وجدت هذا التعليق


    - مشـاء الله عليك بصرراحـة أغبطك كثير
    نفسي أكمل دراستي على الأطفال المصابين بالتوحد
    بس بسألك لما مارستي عملك مايحتاج شروط خاصة متوفرهبالشخص المربي .؟
    ولا ممكن أي شخص يمارس العمل بما أنه تطوعي ؟شكرآ لمشاركتنا يومك المميز بصدق
    غير معروف 8/2 -




    :( مني عارفه اش فيها التعليقات حوسة في المدونة


    حطيته علشان اعرف ارد عليك يا عسل *_^

    ردحذف
  2. اهلين سكره , منوره المدونة :)

    اممم

    كان في مقابلة شخصية قبل ما نبدأ

    وعلى حسب كلام المديرة ان في شروط خاصة لمعلماتها

    بس المتطوعات سألتنا في المقابلة
    إذا نستحمل الصراخ , النوبات المفاجئة , لنا طولة بال , ممكن تساعدي طفل على استخدام الحمام :) وكذا


    اتمنى تكمليِ دراستك , فئة من مجتمعنا تستاهل الكثير وممكن تعطي الكثير اذا لقيت الإهتمام المناسب , بالتوفيق يارب .


    ممتنة لنبضك .. كوني بالقرب

    وطبت بكل الخير


    إسراء

    ردحذف