الثلاثاء، يناير 03، 2012

المفكرات والأجندة !



في قصة "أليس في بلاد العجائب "، سألت ألِيسْ القط : "هلا أخبرتنِي أيَّ طريقٍ ينبغي أن أسلك لأخرج من هنا؟", فأجاب القط: "هذا يعتمد كثيرًا على المكان الذي ترغبين في الذهاب إليه", فقالت أليس: "لا يهمني كثيرًا إلى أين...", فأجاب: "إذن، لا يهمّ أي طريق تسلكين", ! * من قصة أليس في بلاد العجائب للكاتب لويس كارول


هل تستهلك بداية العام في البحث عن تقويم يناسبك ؟ كم أجندة تجذبك وتبتاعها لتصبح أكثر تنظيماً في العام الجديد ؟ هل تتمنى كل بداية عام أن تكون لك أجندة منظمة ومليئة بالأهداف ,المهام , المواعيد والمشاريع ؟ هل تستمتع بامتلاكك عدة مفكرات واحدة للجيب وواحدة للمكتب وأخرى للمنزل ؟ هل تفاجأ بأنك تهمل أغلبها أو جميعها بعض مضي أشهر قليلة من بداية العام ؟ إذا كنت تعاني من أحد إجابات هذه الأسئلة أنصحك بمتابعة المقال لتبدأ عامك بأفكار جديدة حول الأجندة ، ولتكف عن المساهمة في إرباح الشركات المنتجة للأجندة التي لا تفيدك !

ينقسم الناس في طريقة التفكير والعمل إلى متقاربين ومتباعدين , المتقاربون يسود النصف الأيسر من المخ على تفكيرهم ويتميزون بأنهم منطقيين يحفظون الأسماء يحبون التحليل والترتيب ويجيدون التركيز على عملهم ويهتمون بالوقت ويفرقون بسهولة بين الأهم والمهم , ومن الجيد لمتقاربي التفكير أن لا مشكلة لديهم مع الأجندة فهي صممت لهم خصيصاً وتناسبهم تماماً , ويستطيعون بسهولة من خلالها تحديد ما يناسبهم منها ، وبسهولة أكبر يكتبون في كل ليلة قائمة بمهامهم وينفذونها في اليوم التالي ، وذلك لأنهم يرتبونها تبعاً لأهميتها ، ولا يتأخرون عنها غالباً لأن مواعيد التسليم لديهم ملزمة نظراً لاهتمامهم بالوقت .

أما الأشخاص المتباعدون فيسيطر النصف الأيمن على تفكيرهم ، فهم حالمون , يعتمدون على حدسهم , يقفزون من فكرة لأخرى ومن عمل لأخر , لا يخشون التغيير , يهتمون بالموسيقى , يحفظون الوجوه وتجذبهم الأشكال والألوان ومبدعون غالباً , والأشخاص العباقرة والبارعون في المجالات المختلفة يتميزون بأنهم يكثرون من استخدام كامل أجزاء المخ ، لكن أغلب البشر يسود عليهم استخدام جزء من المخ دون الأخر.

الأشخاص المتباعدون هم أشد الناس حيرة في بداية العام فهم يعملون على أكثر من عمل ويفكرون بأكثر من اتجاه في نفس الوقت فتجدهم يبحثون عن مفكرات وأجندة يتصورون بأنها ستتسع لكل ما يدور ببالهم , يشترون العديد منها وقد يستخدمونها جميعاً ويتفاجؤون بعد مدة بأن أفكارهم ومشاريعهم أكبر من أن تسعها الأجندة فيكفون عن الكتابة بها ، أو قد يكفون نتيجة للتضارب بين المواعيد في المفكرات المختلفة ، أو لأنهم ببساطة ملو من فكرة الكتابة في الأجندة !

إذا صنفت نفسك على أنك شخص متباعد التفكير فلتكف حالاً عن هذا العبث ولتحاول البحث عن ما يناسب تفكيرك , قد تكون المفكرات والأجندة التقليدية حلا مثاليا لتنظيم الوقت ، لكن ليس لشخص متباعد التفكير .

حسناً ، إذا كانت المفكرات والأجندة التقليدية لا تناسبنا ؟ فما الحل ؟ الحل أن تصنع لنفسك أسلوب لإدارة وقتك وحياتك يناسب طريقتك في التفكير , المفكرة والأجندة المثالية لك هي التي تجمع بين البساطة والمرونة والأشكال والألوان والمتعة !

ليس من الصعب تكوين تلك الأجندة والمفكرة , فاللوحة الجدارية أو مرآة الغرفة مناسبة لجعلها أجندة مثالية , ضع عليها قصاصات ورق صغيرة ملونة تدون عليها أولوياتك خلال الشهر أو الأسبوع أو اليوم ، وبسهولة ومتعة ستستطيع التحكم بها وإزالتها ووضع غيرها , أو ارسم جدولا بأيام الأسبوع وضع في كل يوم قصاصات ملونة عليها مهام هذا اليوم واجعل كل لون يشير إلى شيء ، مثلاً اللون الأزرق للأعمال التي تؤديها لنفسك , الأخضر لمهام العمل والدراسة , الأحمر للمواعيد المهمة التي تتطلب تجهيزاً مسبقاً وهكذا , مفكرة المواعيد الصغيرة والبسيطة جداً مناسبة لك ، ولجعلها أكثر مرحاً أضف عليها الألوان والأشكال , تباع في المكتبات قصاصات ورق ملونة دائرية صغيرة جداً ولاصقة , دون مواعيدك والصق بقرب كل موعد قصاصة دائرية بلون معين مثلاً الأحمر للمواعيد المهمة , الأصفر لمواعيد السفر , الأزرق للمواعيد التي تطلب حضورك فقط دون أي التزامات مسبقة , واجعل لوناً للأشياء التي تحبها وتدخل البهجة إليك كاللون الأخضر مثلا وخصص مواعيد محددة ممتعة لنفسك ، لمشاهدة فلم لحضور حفلة , لممارسة هواية محببة , للتأمل !

اجعل مفكرتك زاخرة بهذا اللون وتفنن بإسعاد ذاتك لتحبها أكثر !

وقبل كل شيء عليك أن تحدد رؤيتك ورسالتك وأهدافك في هذه الحياة , فلا جدوى من التخطيط اليومي دون التخطيط الأسبوعي ولا جدوى من هذا دون التخطيط الشهري ولا جدوى من التخطيط الشهري دون التخطيط السنوي والتخطيط السنوي يعتمد على رؤيتك وأهدافك , فالتخطيط اليومي ليس سوى أصغر أجزاء خطتك التي تكبر كل يوم لتصنع أهداف الأسبوع والشهر والسنة والحياة .

إسراء اسكوبي



هناك تعليق واحد:

  1. تدوينة جميلة, ووجدتُ فيها كلاماً رائعاً بديعاً، وهو ما عرفتُه الآن بعد سنوات من محاولة تنظيم الوقت والحياة، وهو في جملتكم:

    "وقبل كل شيء عليك أن تحدد رؤيتك ورسالتك وأهدافك في هذه الحياة , فلا جدوى من التخطيط اليومي دون التخطيط الأسبوعي ولا جدوى من هذا دون التخطيط الشهري ولا جدوى من التخطيط الشهري دون التخطيط السنوي والتخطيط السنوي يعتمد على رؤيتك وأهدافك , فالتخطيط اليومي ليس سوى أصغر أجزاء خطتك التي تكبر كل يوم لتصنع أهداف الأسبوع والشهر والسنة والحياة"

    ويحتاج الشخص منا في ظني أن يقرأ الفقرة السابقة مراراً إلى أن تترسخ في باطن عقله، ولا يهم، فقد لا يبدأ بكتابة خطته الآن، لكن يكفيني أنه بدأ بمعرفة أهميتها.. وبعد فترة ( سنة أو اثنين..) سيجد نفسه يبحث هو بنفسه عن كتابة خطة لحياته

    ألف ألف شكر أختي على كلماتكم
    وعلى تحفيزي للتعليق،، ^^
    وبوركتم

    أخوكم / مرثد أحمد الهندي

    ردحذف