الاثنين، أبريل 26، 2010

لَنْ تخذلنَا ~



اليَومْ هَوَ الجمعَة بِتوقيِتْ كثيِرْ منْ البشَرْ ياصديقتِيِ
هَلْ اخترعتيِ لنفسكِ تقويَماً آخراً يناسبٌ أيامْ عزلتكْ , أعتقدُ أنهُ لايَلزمكْ تقويِماً لأنْ الأيامْ كلهَا ستكونْ مرقمهَ بـ 0 ! , ماتسقطيِنهُ ياغَاليهَ من عمركٌ لا يسقُطْ من سجلاَتِكِ الرسميَة , لا تستوعبُه خلايَاكِ ولنْ يكفْ الميلانينْ عن سحب لونهُ من شعيراتكْ ابداً بسببْ توقفكَ عن ممارسَة الحيَاة !
أتذكرينَ آخر جمعَة جمعتنَا قبلْ سنتينْ , اتذكرينَ كيفَ ادرتِ المذياعْ ورميتيِ ليِ بشالْ حتَى نراقص همومنا , ضحكتْ يومهاَ واخبرتكْ جاده فلتنتهيِ ساعاتْ الجمعةَ المقدسَة ونفعل بعدهَا ماتشائيِنْ , فأدرتِ القناة لتستقرْ على نشيد حزين لا يتناسبْ مع ضحكاتكْ واردفتِ هل نصليِ ؟!
ابتسمتْ بصدقْ موافقه واستمرت ضحكاتكْ ..
عندما كنُا نتوضأ كنا نبدو كطفلتين تتعلمان الوضوء
كملاكين هاربين من بين السحبْ
تصرخينَ بيِ : انظري إلى مرفقك الجاف , اعيدي الوضوء
وامد لسانيِ لكِ , كيفَ انتبهتِ لمرفقيِ الجاف ولم تنتبهيِ للوحة السرياليه التيِ لا تزال مرسومة على عينيكِ
ضحكناَ طويلاً وكانَ اطول وضوء بحياتيِ , شعرتْ بعدها انيِ اغتسلتْ حقاً من كل ذنوب مراهقتيِ
ومعاصيِ شبابيِ , اغتسلت من كل هموميِ ومن كل احلاميِ المتسخة ...
وفيِ غمره خشوعيِ وانا ارتديِ رداء الصلاة جلستِ علَى الأرضْ من شدةْ الضحكْ , ماذا تردين أن تصليِ بين صلاة العصر وصلاة المغربْ , صدقاً لم اكن استوعبْ وقتها سوىَ رغبتيِ بِصلاة تنتشلنيِ منيِ !
ابتسمتْ مخفية تورطيِ أمامكِ , وجلستْ على سجادتيِ ودعوتكِ لترافقينيِ وبدأتُ بفلسفة لم اكن مستعدة لها بتاتاً
( يوم الجمعة يوم مقدس بالنسبه ليِ ولكِ حتماً , انه خيرْ يوم طلعت فيهِ الشمس
بهذا اليوم خلقنا , خلقُ أبينا أدم وبهذا اليوم أدخل بجنة الله , وفي نفس اليوم خرجَ منها
وستقوم الساعة وتنتهيِ حياتنا الدنيا يارفيقتيِ في هذا اليوم , في هذا اليوم ساعة من وافقتها دعوته سيجيبها الله , ياصديقتيِ هيَا نرفع دعواتنا لخالقْ السَماءْ هيّا نبكيِ أوجاعنَا بينَ يديِ رحمته , هيّا فهوَ القادر على أن يقول للشيء كُنْ فيكونْ , ياصديقتيِ سأدعوَ جهراً واريدكْ أن تردديِ خلفيِ آمين ...)
دعوتُ يومهَا كثيراً كثيراً , دعوتُ لكِ بكل امنياتكْ السرية وأحلامكِ الجميلة دعوتء بجنة من فرح تكونينِ عروسها دعوتُ ليِ , دعوتْ بكل ما أرجوه فيِ قلبيِ لصداقتنا دعوتِ أن يجمعنيِ بكِ الله تحت ظل عرشهُ يوم لا ظل إلا ظله , وبكيتِ وبكيتْ ...

ياه يارفيقتيِ , لا أعلم لِمى اذكر لكِ ذلك اللآن , ربما لأن الجمعَة ذكرتنيِ بكِ
وربما لأننيِ لا أصدقْ حتَى الآنْ أن لاشيْ من دعواتيِ انهمر عليكِ , استغفر الله لا ينبغيِ أن افكر كذلك لكن أين أنتيِ ؟
أينَ ضحكاتك
أفراحك
أحزانك
أسرارك
أحلامك

لا أستوعبْ ياصديقتيِ أن يعزلْ احدهم نفسهُ عن الكونْ , لا أستوعب أن يمرْ صباحْ دونَ أن يزوركُ طيفْ احد من ساكنيِ هذا الكونْ محملاً بالأشواقْ والرغبَاتْ , لا أستوعبْ أنكِ قصصتيِ كلْ خيوط تربطكِ ببنيِ البشرْ لمجردْ مَوتْ أحدهمْ , اتذكر أخر مكالمة كانتْ بيننا عندما نطقتيِ بإنفعال ( أنا غاضبَة من الكونْ الذيِ سرقْتْ طرقهُ من أحب , من ساكنيهِ من البشر من كل شيء , أنَا لا أريد هذهِ الحياة وسأكف عن ممارستها حتى تتركنيِ ) !

اكتفيتُ بالصمتْ , الجمنيِ انفعالك ولم اصدقْ وقتهاَ أن هذا الإنفعال سيترك أثرهُ على سنتينْ من حياتيِ
سنتين بلاكِ !

ياصديقتيِ أنَا افتقدكُ كثيراً , لم أعدْ أقدرْ علَى تجاهلْ " عدمَ وجودك "
هنالكَ الكثيرْ من الحكايَات التيِ لم تسمعيِهَا , انجبتُ بغيابكِ كثيراً من الأفراح التيِ لم يعتنيِ بها أحدهم ولم يثنيِ على وجودها نبض فماتتْ حزناً , تبنيتْ العديد من الأحلامْ لكنْ لم أكنْ لأحبْ أحدهم كأحلاميِ الخاصة التيِ تشاركينيِ إياهَا فأعدتها جميعاً للنجومْ علْ يد أخرىَ تطولهَا برغبة صادقة في رعايتها !

ياصديقتِيِ , كبرتْ عنكِ بسنواتيِ الدراسية عامينْ , فقدتُ الأمل بان اراكِ ترافقيننيِ علىَ هذهِ المقاعد الغيرْ مريحة , فقدتْ الأمل بأن أكتبْ لكِ بيتْ شعر لأمرره لكِ فتردين عليه ونخرج بمحاورهَ بأبيَاتٍ مُتَكسِره من بدايتها حتَى النهاية المتربعة فوقْ مسألة فيزيائية !
فقدتُ الأملْ بأن تشاركيننيِ الغضبْ على الأستاذات , ونختم غضبناَ بإستغفار ودعوة تناسبْ حجم ما مضغنا من لحمْ نتنْ نكفرْ بِها عن سيئاتنا ونستعيد حسناتْ سربتْ إليهم !

ياصديقتيِ , اليومْ جمعةَ وأنا ادعوَ منذ الصباحْ
وآذانْ المغرب ينهمر بأذنيِ الآن , أدعوَ بأي شيء يعيدكِ لحياةَ تمشيِ بكِ ولا تمشينَ بِهَا
ياصديقتيِ قوليِ آمين , فقط قوليهَا ,



مكالمَةَ فائتَة 1
رسالة واردة 1


هَا أنَا عدتُ للحياةْ , منذُ الصبَاح وأنا اصليِ رغبة بأن تنتهيِ الجمعةَ بعودتيِ
واظن أننيِ عُدتْ لذاتْ تركتها منذ سنتينْ , هلْ ستعودينْ لتمسكينَ بيديِ وترافقينيِ بطرقْ حياة اشتقتْ لهَا , أشتقتُ لكِ كثيراً .








إِسْرَاءْ
مسَاءْ الجمعَةَ
05-02-2010
at 6 PM

هناك تعليقان (2):

  1. الله
    بوسع السماء يا إسراء
    اشتقت تلك الصداقات
    عنها رفيقتك نلك ..سأقول آمين

    يا جميلة أحب أن أقرأكِ
    كدتِ تبكيني هنا

    احترامي

    ردحذف
  2. اهلاً بكِ ايا قلب

    ممتنة لهذا الوهج ياشروق
    ولقلبك اغنية وزنبقة برية , كوني بخير ياجميلة ..

    ردحذف