الثلاثاء، سبتمبر 01، 2009

أشتاقكِ واتمنى لو اقبل ثرى يغطيكِ !


كتلك البرودة الـلاسعة التي سرت بجسدّي عندما أُعِلمتُ برحيلك
اصبحت الذكريات .. تصرّ هذهِ الذكريات المتجمدة على تطويق الرضا بقلبي وخنقه
حتى ينهار بينَ يديها باكياً ../ متضرعاً ..
..
وفي اغماءة بعثت الروح من جديد ليومٍ كنتِ فيه قوّيه شامخة .. وحنونَ جداً ..
نظراتك الفائضة بـ الحب كلما سمحت لي الظروف بزياراتك
عبارتك التي قلتيها منذ سنوات كثيرة وتنتظرها حواسّي بلهفه كلما اطلّ وجهي عليكِ
‘ تعالي ياستّي وبوسيني بوستك والله تردّ الروح ‘
آه ,,
ليتَ الرحمن منحني معجزة .. لتردّ لكِ قبلاتي روحكِ قوية فعلاً
وليتني كنتُ استطيع ان اسربَ حياة من حياتي لجسدك الدافئ كلما ضممتيني
من أي طيبة عُجِنتِ ايتها الجدةَ الحنون ..
وماذا كنتِ تدعينَ في صلواتك فـ منحكِ الله الابتلاء العظيم ../ ومنحك معه الصبرَ الجميل حتى آخر انفاس الحياة في البلاء !

رغمَ انكِ كنتِ في كلّ مرة تزدادينَ وهناً
مرضاً
انهاكاً

لمّ اكنْ اسمع من شفاهك سوى لحناً من ايمان عميق يعزف على اوتار الشفقة بداخلي بهدوء حتى تتلاشى ولايبقى سوى شعور الاعجاب بـ شخصك .. / والفرح بهِ

حلمتُ كثيراً .. وبنيتً من الحلمّ نية بداخلي
بـ طفلتي احملها اليكِ .. تدليلينها بينَ يديكِ وتطعميها من حلواكِ ..
وفي كلّ مرة تزوركِ فيها تغرسينَ بها بذوراً جديدة
من الحب والشموخ والرضا .. كما كنتِ تفعلينَ بي .

لكنّ الاقدارَ كانت إليكِ آقربْ من احلامي
وبقيَ الحلم يبكيكِ خلفَ ذلك القدر .

..
وإلى آخر لقاءٍ جمعني بكِ ينتحب الألم بداخلي
الشتاء بارد .. والمشفى أشدُ برودة
وجسدك يحمل برودتهما جميعا !

هالني ما آل إليه جسدك الذي لايشبه شموخك مطلقاً
وامسكت سريعاً بيداكِ الرقيقتان الناعمتان جداً من آثر الماء المتشبع بهِ جسدك نتيجة لمرض جديد اصابك
انهمرت دموعي على يداكِ وهما في يدي ../ وكنت احمد الله كثيراً لأنكِ لمّ تعوديِ تشعري بأطرافك كثيرا حتى لايجرح شموخكِ ضعفَ دموعي !!
بقيتْ النسوة الكبيرات في السن معي يذكرنكِ بعظمِ أجرك وجميل صبرك .. ورحمة خالقكِ
وأجزم انكِ انتِ التي كنتِ تواسيهم بكلماتك المنسكبة من ينابيع ايمان بداخلكِ
لمّ انطق بأي كلمة في ذلك اليوم .. حديث اليدان كانَ ابلغ من أي كلامٍ مكرر قدّ يقال

..
وبعدَ انتهاء وقت الزيارة
وفي طريقنا إلى موقف السيارات وكلّ من كان في غرفتكِ صامت / شاحب
نطقت بجانبي ( اللهم امتها ان كنتَ ترى الموت خيراً لها وأحييها ان كنتَ ترى الحياة خيراً لها )
غضبت بشدة وأمرتها باكية ان لاتقول كذلك
صمتت قليلاً .. وعادت تسرد لي امراضكِ العديدة والامكِ الكثيرة
وقالت لي ادعي بذلك

لمّ تجرء انانيتي ان تتركني ادعو !
..
رحلتِ فجراً
أراحكِ الربُ فجراً
هكذا قالوا ,,
..
لكنّ لماذا حلمتِ بكِ صباحاً
ولماذا لمّ اراكِ في حلمي !
لماذا استيقظت من نومي ادعو لكِ .. قبل ان اكمل بعمقٍ ذلكِ النوم
..
وكيفَ انهمرت دموعي بشدة وانا اصرخ ( توها على بالي كيف تموت ) ؟!
هلّ ظننتُ اني بأمكاني ان اسجنَ روحكِ بـ بالي !
..
لا استطيع .. ولنّ استطيع
لكني استطيع الكثير ايتها الحنون من اجلِ تلك الروح
فلكِ وعود عظيمة تحفظها النفسِ لذكراكِ .
*:( تطرق ذكرى الأموات ابواب حنينيِ وتبتهل الروح للخالق ان ارحمهم برحمتك الواسعة يا ارحم الراحمين.
.
.

هناك 7 تعليقات:

  1. كم هي رائعه كلماتك إسراء مستني من الداخل
    أثارة بداخلي ذكرى جدتي
    آآه كم أشتاق اليها ..
    أسكنها الله في فسيح جناته ^_^

    ردحذف
  2. يـارب

    ولمّ تكن سوى لجدتك الغالية يالينة :)


    رحمنا الله وإياهم , ودمتِ بقلبك النقيِ يابياض

    ألف شكر لعطر مرورك المميز (f).

    كل الحبّ

    ردحذف
  3. يالله
    ربي يرحمها
    كلماتك مليئة بالصدق و الشجن
    جميل ان يملك الانسان معّبراً لاحاسيسه

    ردحذف
  4. هيفاء


    تنحنيِ الأزهار امتناناً لبهائكِ أنستيِ


    شكراً ألف , وطبت بكل خير ياجميلة .

    ردحذف
  5. رحمها الله ، و أحسن الله عزاءكم
    للتو لم أستوعب موت ما لفقدتهم السنين الأربع المنصرمة ، و لم أخرج بعد من فاجعةِ فقد خالي ،
    ما يُثلج الصدر أن الله اصطفاه في عشر رمضان الآخر.
    ألا فليغفر الله لنا أجمعين ، و يحسن خاتمتنا

    ردحذف
  6. يارب .. رحمهم الله وَاسكنهمّ فسيح جناته


    الغالية جداً فاطمة

    شكراً لعذوبة تفيض بصفحاتيِ

    لاعدمتكِ , وطبت بكل الخير يا غلا (f) .

    ردحذف
  7. لحظات في حياتنا ندرك بعدها أننا لن نعود كما كنا ,,,
    للأفضل أو للأسوأ

    فالنبحث عن لحظات الحزن ، لأنها تحمل قصص حب عذبه ، وسيكون خلاصنا , في الرسم بالكلمات ,,

    مساؤك سكر
    دمت عطره استمري وسيري فخلفك قراء

    ردحذف