الجمعة، يونيو 11، 2010

هَكَذاَ يُصبِحُ " عُمْريِ " شَهيَاً * ..






هاهيَ العشرونْ تلوح ليِ
ها أنا أودع الـ عشرْ المقرونة بسنواتيِ الماضية , العشرون هاجسيِ , حلميِ , دموعيِ , خوفيِ , فرحيِ , امنياتيِ .. يالله كم تعذبنيِ , كم تفرحنيِ هذهِ السنون !

ارتجفُ كلمَا قلبت ورقَة واقتربت منهَا , لا أدريِ أي شيطان لعين وشوشنيِ بوهم أسود سيكسونيِ هذا اليوم , بروح ستغادرنيِ ليلتها , اخبرتك يوماً انيِ تمنيت في الماضي أن يكون موتي في العشرين لأني توهمت بأني سأكون في هذا العمر قد اكتفيت من تجربة هذهِ الحياة والخوض بها , سأكون اكتفيت من الضحك والبكاء والفرح والأحزان والجراح .. لم اقصد معنى تمنيت تماماً , لأني لا اعرف أكانت حقاً أمنية أم وهم ام دعوة يائسة أم مجرد إحساس كنت أعبر لكَ عنه بطريقة خاطئة !

أتصدق اشعر فعلاً بأنني اكتفيت تماماً من الحياة الأن , (
عدَا حلميِ بك وكل حلم ياتي معك ) .. بقيِ في جعبتيِ بضع احلام لايؤثر بيِ كثيراً أن كانت أو مضت مع موتيِ !

منذ أيام وانَا أنهار كلما اسدل الليل ظلامهُ علي , أحاول أن ابعد هذهِ الفكرة عن باليِ بقسوة
ولا استطيع , لا أريد أن افكر بها , أن اجعلها تسيطر علي .. لأنيِ اعرف تماماً مقدار مايسرع تفكيرنا بشيء بحدوثه ..

أعلم جيداً بأنكَ لو قرأت حديثيِ الآن ستغضب كثيراً , كثيراً لدرجة يصعب بها علي ارضاء اشتعالك بوجه سخافاتيِ وتفكيريِ المتفحم يأساً , لكننيِ اختنق ياحبيبيِ
وأريد أن اتحدث فقط .. اغمض عينيكِ ودعنيِ اثرثر وابكي وافرغ كل مافي هذا القلب
عله يتجاوز اوهامه عندما يتركها هنا ..

منذ أيام والموت يتساقط عليِ من كل شيء
خبر وفاة
صوت الرفاعي وهوَ يردد بخشوع "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جنتي" ..
اغنية تصور اصواتها داخل مقبرة !
قصيدة مانع العتيبة
" هكذا يصبح موتي شهياً "
حتى ماجدة الروميِ التي لم تثر بي يوماً ألماً افزعتنيِ عندما امتد صوتها بـ
" يا حبيبي شردنا النوم وانتهى ماضي اللوين , تبقى تذكرني ما بين آخر نجمة وأول ضو , ذكرياتي عم توميلي يا أصحابي صرتو بعاد , تذكروني بالأعياد ! ذكرياتي عم توميلي وأنا أومي للطرقات , حبيبي.. كتبتلك اسمك ع شمعة والدني غياب , والشمعة دابت ع اسمك وانمحى خلف الضباب .... "
صوتها وهيَ تتحدث عن الموت ولاتعي بانني اتقلب على أوجاعيِ عندما يذكر ..

يتردد صوتك بداخليِ بشدة كلما فكرت بوهميِ " أنانية , تتمنين الرحيل دون إهتمام بأحد "
لأي مدى من الأنانية سأصل إن مِتْ تاركةَ خلفيِ قلوب اعتادتنيِ واحبتنيِ
هل جميع الموتىَ انانيون برحيلهم !
استكرهنيِ إن انا متْ ! هل سيكرهوننيِ !


اعلم ان كل ماورد اعلاه اغضبك , لذلك انساه قليلاً وتعال معيِ لأول النبضات في حياتي : )
اريد أن افرح بعشرينيِ , حتى إن كان موتيِ الذي لا اتمناه يختبيء بها !

* * *


حياتيِ جميلة جداً .. مؤلمة احياناً , صاخبة , هادئة في احيان اخرى ,
ولدت طفلة وحيدة لأميِ وأبي يسبقنيِ أخ , وتلاني إثنان .. اتعبت أميِ كثيراُ وهيَ تحملنيِ
بداية بجدري الماء وإنتهاءً بجرثومة القطط , لكنني تشبثت بأحشائها جيداً وخذلت كل التوقعات التيِ
انبأت والدتي بأني لن أكمل أشهر حملي التي تضمن وجوديِ , وولدت مبكراً لكنني بقيت ..
اسميِ بعثته السماء لحلم زار خالتيِ وآخر تردد بصديق ابيِ فأجتمع بالإسم اعجاب اميِ بحلم اختها وإعجاب ابيِ بإقتراح صديقه , بالمناسبة
هل تعلم بأن والدتيِ لم تسمع باسميِ ابداً قبل أن تسمينيِ بهِ !

لا اتذكر من طفولتيِ شيئاً قبل دخوليِ لرياض الأطفال سوى خادمة طيبة كانت تلعب معي كثيراً
واخرى كانت تشاركني اكل الحلوى !
ووالدتيِ وسط اكوام الدفاتر والأقلام , وكرهيِ للقلم وربما غيرتي !

بعد دخوليِ لرياض الأطفال بدأت اعرفنيِ ويعرفنيِ كل من حولي
نسيت شيئاً , جدي الحبيب اطلق علي اسم / لقب
" اميرة " منذ كان عمريِ سنتان
اخبرنيِ مرة بأنه رأى بملامحي أميرة , وأثبتت لهُ الأيام صدق ما رأى
كنت أحبه كثيراً , دلاله ليِ , وتميزي بقربه لم يكن يسعهُ فرح ..
احتضانه ليِ , تقبيله لرأسي وليدي كان يشعرنيِ بأني أميرة في مملكة هوَ واليها وسيدها واميرها وكل شعبها .. جدي الطيب شاعر رقيق , ورجل حكيم , واب متفاني , وصديق مخلص , جدي تنضج الفاكهة بكفهِ , ويزهر الياسمين براحته .. جدي الأمل , الصبر, الكفاح , الإتساع , جدي هوَ الحياة في اجمل معانيها .. كل ماوصلت إليه ماكان سيحدث لولا الله ثم روحه التيِ اسكنتنيِ بقصر من تميز وربتنيِ على جنيِ فاكهة هذا القصر بحب وإخلاص وتفانيِ لكل ماحوليِ ..
جديِ أجمل الرجال , جدي الرجل الذي اتمنى أن اشبهه بكل شيء , طيبته , علمه , ثقافته , صبره , تفانيهِ , جوده , طريقة حديثه , ضحكته , دلاله للصغار والكبار , عطفه , شعره , قصصه , حزنه , ألمه , حلمه , ..... يارب احفظه

وبما اني حدثتك عن جديِ وجب ان احدثك عن رفيقته ومحبوبتيِ , جدتي الغالية
جدتيِ ورغم أنها بعكس جديِ لا تقرأ ولا تكتب إلا انها تخبرني في كل مرة بحكايات جديدة , وحكاياتها لم تكن مختلقة ابداً , كانت تحكي لي اشياء مضحكة , حزينة , مؤلمة , مفرحة , لديها رصيد ضخم من الحكايات , حياتها باذخة بالأحداث
عندما كانت طفلة صغيرة لم تتجاوز الخمسة سنوات كانت والدتها تترك لها طفلها الرضيع وتذهب للحقل , وكانت جدتيِ تحفر حفرة صغيرة لتضع بها الطفل وتذهب للعب , وبعد أيام يصاب الطفل بأحد الأمراض ويموت , مات لها اكثر من أخ وهيَ تلعب !
عندما كبرت اكثر كانت تجلس في بيتهم كثيراً تتعلم فنون التطريز والحياكة
كم اتمنى أن اعود بالزمن للوراء لأراها وارى كل حكايات عمرها ..
جدتيِ مليئة بالحكايات , لاتكفينيِ رواية لوصف فصولها .. زواجها , ابتعادها عن اهلها وبلدها , ثم رحيلها الإجباري عنهم , عذابات الطريق وقسوة الحرب وتربية الأطفال والصديقات الجديدات , المدن الكثيرة , الأمراض العديدة , الأحفاد , الصخب الذي يملأ منزلها ويملأها فرحا , ربي احفظها لنا وخفف عليها كل ماتعاني

* * *




كبرت سريعاً , كنتُ دوماً اعامل على اننيِ " اميرة " لاينبغي أن يصدر منها خطأ !
فكرهت مبكراً هذا اللقب الذي كان كالقيد لشغب طفولتيِ , كنت " عاقلة " , مؤدبة , هادئة , ومثالية ..
منذ دخلت إلى رياض الأطفال حتى آخر سنيني في المرحلة المتوسطة لم تتخلى عني شهادات الطالبة المثالية , التي كانت ترضي غرور مثاليتيِ في اعينهم !

كانت تفرحني لكن ليس كثيراً !

في المرحلة الثانوية تخليت عن كل شيء يحسب من ضمن المثالية
تغيرت كثيراً , ولم يبقى مخلوق يعرفنيِ لم يخبرنيِ بتغيري
معاتباً لائماً , واحياناً صارخاً !
لم افعل شيئاً .. فقط ماعدت استذكر دروسي
واقضي جل وقتيِ في هذا العالم الافتراضي
لا افرق بين المهم والأهم
ولا اهتم بشيء !

كنت في ظلام شديد , لم يمد إلي احدهم يدهُ يساعدني
فقط كانوا يمتدون لظلاميِ معاتبين ويمضون !

تخيلت وكأننيِ هدمت قصر المثالية على رأسي ..
في تلك الفترة اكتشفتنيِ كاتبة , كتبت كثيراً .. ورأى الكثير اعمالي
واشاد بي الكثير , جدي الحبيب لم يتخلى عنيِ ابداً وإن كان لم يدرك ظلاميِ
لكننيِ كنت اجد حنانه وحضنه الدافيء في كل إحتياج

امي كانت مندهشة من تغيري , في وقت كنت احتاجها الأقرب إلي
كانت تحاول إكتشاف اي امر لم اعد معه " اميرة "
وماكان هنالك شيء , سوى اميرة تحيا مراهقتها وتتخبط في الحياة كطفلة في شارع مزدحم لا تعرف به احداً ..
في تلك الفترة كلما لم اجدها كنت اتجه لدفتر صغير باكية واناجيها بعبارات لم تقرأها يوماً
إن مت لا اتمنى ان تعثر عليه , لأنها ستبكي كثيراً ولن تتحمل كل الحب بقلبيِ الذي ماكان يحتاج سواها ولا يبغي رضا غير عيناها ..

* * *



حدث امر جميل قبل هذهِ المرحلة , الأجمل في حياتيِ
ولدت ليِ اخت صغيرة , ملئت قلبيِ وحياتيِ
اكبرها بخمسة عشر عاماً , عندما علمت بحمل امي لها لم اتمالك دموعي
ولم تكن دموع فرح ابداً , كان دموع مقهورة , أَبعدَ ان شبعت وحدة وكبرت واحببت وحدتي ستأتي الأخت التي لم يمضي يوماً من طفولتيِ دون ان اتمناها , وتأتيِ الآن بعد أول مراحليِ وانا اعتبرنيِ كبيرة , لماذا الآن بعدما كففت اخيراً عن تمنيها !

يومها دخلت إلى ملاذيِ من هذا العالم "غرفتيِ" , نظرت لكل الزوايا ولكل تلك الأشياء الصغيرة المنثورة بها وتعني لي الكثير , حدثتها بألم: ستأتيِ الآن من تراك دون أي مشاعر
من لن تعنيِ لها شيئاً , ولن تعرف عن حكاياتكِ شيئاً
ستكسرك يوماً ولن يكلفها الأمر دمعة !
سخيف كان تفكيري , لكن كنت حزينة فعلاً ..
وكأن أجهزة الأطباء تعاهدت مع مشاعري سراً , فلم تخبر كل من حاول بجنس الجنين في احشاء والدتيِ حتى يوم ولادته ..
كانت هذهِ الرغد خير منذ خلقت بأحشاء امي
تقربت لها كثيراً في فترة حملها , تعلمت منها الكثير خلال تلك المرحلة
وفي يوم ولادتها اضطررت أن أخذ ابرة مسكنة لمغص بطنيِ الذي لايحتمل !

وعندما ولدتيِ يارغد .. اتت إبنة خالتيِ حتى تأخذني من مدرستيِ لأني طلبت منهم ان يأتي احدهم لأخذي فمغص بطني يقتلنيِ !
وكُنتِ تولدين في ذات الوقت , اَخبَرتْ إبنة خالتي بمكر مديرة مدرستيِ بأني أغار كثيراً ولن اقبل ان يرى احدهم اختي الوحيدة قبليِ !
لم اكن افكر بذلك ابداً , ولم اكن حتى اريد الذهاب للمشفى
لكن وبما انكِ كنت تولدين مررت على منزلنا واخذت كل ما أمامي من مسكنات ثم ذهبنا
منذ دخلنا الطابق الذيِ ترقدين بهِ اخبرتنا الممرضة بأنكِ ولدتِ
سألتنيِ : هل تريدين رؤيتها ؟
انا !
في ذاك اليوم لم يكن في الحضانة سواك , دخلت بهدوء لأرى اجمل ملائكة الدنيا واغرم بها !
بعدها قرروا ان يتركوا لي حرية إختيار اسم لكِ لأنكِ الأخت التي انتظرتها عمراً
وكنتِ رغدي , رغد حياتيِ

كلما خطرت ببالي فكرة الموت رأيتكِ وانتِ تبكين اماميِ
اتذكر دموعك عندما سألتكِ بلؤم هل ترضين ان اسافر لأدرس في بلاد بعيدة واغيب اشهراً ؟
واتذكرك عندما اخبرك , هل ترضين ان اتزوج الآن وتصبحين دون اخت في المنزل
فتجيبني بعد تفكير عميق , بعد ثلاث سنوات
ولا اعلم لِمَ تختارين بعد ثلاث سنوات تحديداً : )

احبك كثيراً رغدي , لا اظن انيِ سأحب اطفاليِ بقدر ما احبك يا ملاكي وطفلتي الأجمل

* * *




" وحدهُ لاَ استحيِ أن امد لهُ يديِ المليئةَ ببذور الأحلامْ لأننيِ أثق بأنه سيرعَاها ويباركهَا
لِتزهرْ بيديِ كرمه واقعاً أجمَل وأروعْ , يالله ما أحوجنيِ إليكْ , ما اكرمك عليْ
"

أؤمن بهذهِ العبارة التيِ كتبتها حين إمتنان لموجديِ وانتشرت كثيراً دون أن تذيل بنبضيِ , ومع اننيِ اتألم جداً إن وجدت شيئاً منيِ بِلا نسب , لكن هيَ فقط احببتها على كل من رأيتهم يصدقونها ويأمنون بها مثلي !

يالله , كم احتويتنيِ بسماء الأحلام وكم امطرتنيِ واقعاً اجمل ..
يالله ما أكرمك علي ما احوجني إليك

املك في مذكراتي احلام كثيرة لم يخذلنيِ الرحمن عندما دعوت بها ابداً
لكننيِ كنت دوماً احلم بأشياء بسيطة لا تاثر كثيراً بي أو بمن حوليِ
حلمت يوماً أن أكون " الأولى " على مرحلتي في الصف الثالث المتوسط
وكان الحلم شبه مستحيل لأن معدل درجاتي في الفصل الدراسي الأول لم يكن ليأهلنيِ لهكذا نجاح
ولا اختباراتي في نهاية العام تجعلني اتأمل ذلك , ومع هذا دعوت بصدق , دعوت كثيراً
وكنتُ الأولى .. !
لا استطيع ان اصف مشاعري وقت حصولي على شهادتيِ , فقط بحثت عن مكان خال في مدرستيِ لأسجد لمالك السموات والأرض الذيِ لم يتركنيِ رغم صغري المتناهي في عظمة ملكه , يارب ما احوجني إليك

في منتصف التاسعة عشر مررت بيوم غريب , كنت يائسة .. أتمنى أن اكون منجزة ولا املك برصيدي الكثير من الإنجازات .. تلقيت الكثير بحياتيِ لكن لم افعل شيئاً بما تلقيت , كنت في جامعتيِ ومصلى الجامعة أماميِ
دخلت إليه , اتخذت ليِ ركناً هادئاً واخرجت ورقةً وقلماً وبدأت بسرد احلاميِ في بيت الله !
حلمت : - أن اصبح عضوة بارزة في نادي قراءة بمقر رسمي .
وبفضل اللطيف الخبير الذي يسمع ماخفي وماظهر
لم اصبح عضوة فقط , اصبحت رئيسة لنفس النادي الذي كنت انوي الإنتساب إليه
حلمت : - ان اشارك في صحيفة أو مجلة .
وتحقق حلميِ وإن لم يكن بنفس الصورة التي تمنيته بها لكننيِ بت اشارك بها بأخبار وتقارير ووعِدُت بأشياء جميلة في هذا المجال ..
حلمت : - أن ابدا في مسودة كتاب .
وبدأت بها وإن كانت بدايات خجولة جداً
حلمت : - أن اجري لقاء إذاعي .
ولأكثر من مرة يتحدد موعد للقاء إذاعي معي ولأهداف مختلفة ويلغى في آخر اللحظات
والآن تصر إحدى المذيعات على عمل اللقاء مهما طالت مدة إنتظار موافقة من له شأن
حلمت : - أن أنهي كتب مكتبتيِ وأكثر .
وأنهيتها واكثر , واتسعت مكتبتيِ كثيراً منذ ذلك اليوم
حلمت : - أن القي محاضرة .
ولم أكن اعلم وقتها أين وكيف ولماذا , والحمدً للذيِ سمع واستجاب
قدمت محاضرة لنفس النادي وكانت من أجمل مامر بحياتيِ : )

يالله , ما احوجنيِ إليك , ما أكرمك علي
يالله وحدك أمد لهُ يديِ ووحدك تأخذني حيث اريد تماماً
بقدرتك ورحمتك وكرمك ولطفك يالله



* * *


5/6/2010


هل تعلم , يؤلمني كثيراً كثيراً ان يغضبني احدهم أو أغضبه هذه الأيام
هل يعون هم أنها فقط خمسة ايام ؟!
ولن يعود بعدها من مجال لغرس ابتسامة بحقوليِ أو حتى رد ابتساماتي !
انا لا اصدق اننيِ سأموت بعد خمسة أيام , لكن تخيل لو مت فعلاً !

* * *



هل تصدق , احببت فكرة أن يضع الإنسان لنفسه عمراً محدداً يفترض بأنه سيموت بهِ
لا تستغرب , فمنذ فكرت أنا بهذا الأمر , اننيِ قد اموت في العشرين ( وإن كنت أؤمن بأني قد اموت بأي لحظة قبل العشرين او بعدها ) بدأت احيا بجدية اكثر , وبت احرص على أن اغرس في كل الحقول التي اصادفها الأجمل حتى يبقى إن انا مثلاً رحلت !
اقصر احياناً وعندما اتذكر هذا الأمر اعود لحرصي ..
قرأت مرة
لستيف تشاندلر حكايته مع تجربته على فراش الموت
كان الأمر بسيط جداً , مجرد تدريب صغير يقتضي منه أن يرقد متخيلاً نفسه انه يحتضر على فراش الموت وأن يتخيل زيارة كل الأشخاص الذين يتوقع زيارتهم ويخبرهم بكل مايرغب به قبل وفاته القريبة , يقول
" خلال حديثي مع كل شخص استطعت أن اشعر بصوتي وهو يتغير ولم يكن بوسعي أن اتفادى البكاء فغرغرت عيناي بالدمع . واستشعرت إحساسا بالفقدان , ولم أكن حينها ابكي حياتي , وإنما ابكي على الحب الذي سأفقده بالوفاة , وبشكل أدق كان بكائي تعبيراص عن حب لم أعبر عنه قبل ذلك "
" ومن ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أدع شيئاً للصدفة , وقررت أن لا أدع شيئاً يمر دون أن اعبر عنه , وأصبحت لدي الرغبة في أن اعيش كما لو كنت سأموت في أي لحظة ! "

هَذا ما شعرت بهِ تماماً !
بعد تجربتيِ هذهِ اكتشفت كثيراً من الأشياء التي احب ان احيا لها !
اكتشفت كم هيَ حياتي جميلة
كم أمي حنون , كم أبي طيب , كم اخيِ كريم , كم إبتسامة رغد جميلة وكم أعشق " تصبحي على سكر " منها !
اكتشفت كم أحب اقربائيِ وكم هم رائعون !
كم يملك كل شخص على هذهِ الأرض شيئاً جميلاً يستحق الحياة من أجله !
اكتشفت كم هيَ الحياة سهلة إن أمنا بأننا سنرحل يوماً وبان لاشيء بها يستحق العناء والهم والكدر إن كنا سنمضي دون أن نأخذهُ معنا !

* * *




11/6/2010


اليوم أصبحت عشرينية : )

" كيكة " يوم ميلاديِ جلبتها ليِ رغديِ و " ماما "
بدأت أول لحظات اليوم بقبلات من " بنات خالي " اللاتي ستفرقهم الدنيا بعد أشهر في مختلف أراضيها
جدي وجدتيِ كانَا حوليِ
وكنتُ الأسعدْ !

اليوم فرحت كثيراً , فرحت بكل ما مضىَ , بكل ما سيأتيِ وماسيكون
يارب لا تحرمنيِ رضاك ورحمتك وإجابتك طول أعواميِ
واحفظ ليِ كل نبضاتهم التيِ سرت بجسد حياتيِ يوماً
وأحفظني يارب من وشوشة الشياطين
وصلنيِ أبداً بدروب يضيئها نورك الذيِ لا ينطفيء
يارب


(f) ...

هناك تعليق واحد:

  1. تقبلي مروري .. واعذريه

    خصوصاً وأني قد استمتعت كثراً بما قرأت

    ردحذف